المملكة في يومها الوطني ماضٍ مجيد ومستقبل مشرق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المملكة في يومها الوطني ماضٍ مجيد ومستقبل مشرق

 

     " إن أحــب الأمور إلينــا أن يجــمــــع الله كلمة المســـلمين ، فيــؤلف بين قلوبهم، ثــم بعد ذلك أن يجمــع كلمــة العــرب ، فيــوحد غــايــاتهـم ومقاصــدهم ليســيروا في طريق واحـد يوردهم مورد الخيــر " . هذه الكلمات التي قالها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز – رحمه الله – تختصر كل معاني الحكمة والدهاء والرغبة الصادقة في الأمن وحب السلام ، هكذا عُرفت المملكة العربية السعودية منذ عهد تأسيسها في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ حينما أصدر جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – مرسومًا ملكياً يحمل الرقم 2716، يقضي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية  وتغيير اسم " مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها " إلى " المملكة العربية السعودية " ، وذلك اعتباراً من يوم الخميس الأول من الميزان  : 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق : الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932م ، واعتبر هذا اليوم التاريخي موعدًا للاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في كل عام ؛ تسجيلاً لذكرى إقامة هذا الكيان الذي جمع شمل الأمة ووحد أركانها تحت مظلة راية التوحيد التي ستظل تخفق في الأفق كثمرة لملحمة البطولة والجهــاد التي قادهـا الملك عبــدالعـــزيز منـــذ أكثر من مائة عـــام .

     ونحن نحتفل هذه الأيام بالذكرى ( الثالثة والثمانين) لقيام هذه الدولة لنحتفل – أيضاً – بثلاثة و ثمانين عاماً حافلة بالإنجازات على ثرى هذه الأرض الطيبة التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وعقد العزم أبناؤه البررة من بعده على استكمال البنيان ومواصلة تلك المسيرة التي انطلقت جحافلها منذ بزوغ فجر التاريخ على سماء هذه الجزيرة العربية التي حظيت باهتمام بالغ من قبل كافة التجمعات البشرية المحيطة بها والبعيدة عنها ، وكذلك أصبحت المملكة العربية السعودية محط أنظار ومهوى أفئدة كافة دول العالم ؛ نظراً لموقعها الاستراتيجي ، وعمقها التأريخي، ومكانتها الدينية ، باعتبارها أرض الحرمين .

     إن أظهر الحقائق التي تتجلى للمراقب حينما يرغب في تقييم التجربة السعودية منذ عهود التأسيس ومروراً بالقادة ملوك هذا البلاد وانتهاءً بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله –  تتلخص تلك الحقائق في بروز الإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة في دفع مسيرة شتى ميادين التطور والنماء الذي تقتضيه متطلبات الحياة العصرية ، ففي هذا العهد الميمون تسعى المملكة سعياً حثيثاً إلى ترسيخ أسس التطور، وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة تجعل المملكة في مصاف – بل تفوق – بعض القوى الاقتصادية المنتجة والمصدرة .

     وإننا – أبناء الوطن – حينما نحتفل بهذا اليوم الوطني؛ لنجدد الحب، ونجسد الولاء لقيادتنا الحكيمة التي احتضنت شعبها بحبها ورعايتها حتى بات المواطن السعودي حاضراً في قلب خادم الحرمين الشريفين وعقله مستحضرين قوله -حفظه الله -: ( شعبي في عيوني)، وحينما يقول: ( من نحن بدون المواطن السعودي ؟) وهما تعبيران يختصران كل معاني الحب المتبادل، ويجسدان كل دلالات الوحدة والانتماء، ونتيجة لذلك امتدت يد هذه القيادة إلى كل شيء من شأنه إصلاح البلاد، فتواصلت سلسلة النماء والإنجاز لتعم كل منحى من مناحي الحياة، وعلى رأسها ذلك الإسهام الفريد المتسارع في الجانب العلمي والتعليمي الذي يتناسب مع رسالة هذه الدولة السامية ومكانتها العالية، وما نشهده من نماء واهتمام بقطاع التعليم العالي الذي استأثر بنصيب وافر من الدخل العام للدولة؛ لدليل أبلج على ذلك، فقد شكَّل  دعم الدولة نقلة تطويرية ونهضة تنموية شاملة، يعيشها التعليم بشكل عام، والتعليم العالي بشكل خاص هذه الأيام، حيث ارتفع عدد الجامعات؛ مما زاد من القدرة الاستيعابية لتحقيق الطلب المتزايد على التعليم العالي، وتوفير فرص القبول للطلبة .

     وجامعة المجمعة تلك الجامعة الفتية التي قطعت شوطاً طويلاً مقارنة بعمرها القصير، كانت في قلب الحدث وعلى رأس الاهتمام من قادة هذه البلاد وبمتابعة ودعم من معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ، فقد بذلت كوادر هذه الجامعة بقيادة معالي مديرها الدكتور خالد بن سعد المقرن الذي تخطى – بكل اقتدار – مراحل التأسيس ومعوقات البدايات، حتى باتت جامعة شامخة في إنجازاتها ونجاحاتها، ماجعلها تسير في ركب الجامعات التي سبقتها بعقود من الزمن ، في سباق مع التميز ومدافعة المستحيل .

      نسأل الله لهذا الوطن الغالي  مزيداً من التقدم والتنمية والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين  الملك عبدالله بن عبد العزيز  وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، إنه سميع مجيب.

 

 

                                         د .  عبدالله بن خليفة السويكت

                                              عميد كلية التربية بالزلفي

 

 

 

أخر تعديل
الأربعاء, 25/سبتمبر/2013