إن الأغذية المأمونة ضرورية لصحة الإنسان ورفاهه فالأغذية المأمونة هي أحد أهم العناصر التي تضمن الصحة الجيدة، وتعتبر الأغذية غير المأمونة سبب عديد الأمراض وتسهم في أشكال أخرى من سوء الأحوال الصحية، مثل ضعف النمو والتنمية، والنقص في المغذيات الدقيقة، والأمراض غير المعدية أو المعدية والأمراض العقلية، وعلى مستوى العالم، يتأثر شخص واحد من كل 10 أشخاص بالأمراض التي تنتقل بالأغذية، إلا أنه من الممكن الوقاية من معظم تلك الأمراض، ويمكن لسلوكنا والطريقة التي نبني بها نظمنا الغذائية وكيفية تنظيمنا لسلاسل الإمدادات الغذائية أن يمنعا الأخطار المعدية والسامة، والعوامل الجرثومية المسببة للأمراض (البكتيريا والفيروسات والطفيليات)، والمخلفات الكيميائية، والسموم الإحيائية، وغيرها من المواد الضارة أو الخطرة من الوصول إلى موائدنا، ويجدر بنا تحويل النظم الغذائية بما يعود على صحتنا بالنفع. وعلينا القيام بذلك بسبيل مستدام، ويجدر بصانعي سياسات النظم الغذائية، والممارسين والمستثمرين إعادة توجيه أنشطتهم لزيادة الإنتاج والاستهلاك المستدامين للأغذية المأمونة لتحسين النتائج الصحية، ولتيسير الأنماط الغذائية المأمونة والصحية أمام الجميع.
يجب على سياسات التنمية الزراعية والغذائية والتجارية والصناعية المعمول بها أن تعزز سلامة الأغذية، وستؤدي التغييرات المنهجية لصحة أفضل إلى إتاحة أغذية أكثر مأمونية، وهو ما يعد عامل تمكين حاسم للتنمية البشرية على المدى الطويل، وشرطا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.