بمناسبة الذكرى الثانية لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رفع معالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن سعد المقرن التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن وكل عربي ومسلم , مشيداً بما تحقق خلال عامين من قيادة خادم الحرمين الشريفين لهذا الوطن من إنجازات ، وما صدر من قرارات وتوجيهات ، وما انتهجه من قوةٍ في المواقف ، وما قدمه من دروس في مواجهة التحديات المحيطة بالوطن , وما طرحه من مبادرات لرقي المواطن , وما قام به من أعمال رفعت من مكانة المملكة، وقيمتها ، وهيبتها ، وما اتخذه من قراراتٍ حازمةٍ أعادت ترتيب أوراق المنطقة , وفرضت واقعاً جديداً يرتفع فيه صوت الحق ، وتتحول فيه الأمور لميزان العدل والصواب ، وتتغير مجرى الأحداث لمصلحة المستضعفين من أبناء المنطقة ، والانتصار لقضايا الأمة ، والوقوف في وجه الظلم بكل أنواعه ، واصفاً خادم الحرمين الشريفين بأنه صاحب المكانة العظيمة والقدر الكبير ، فهو رجال الإنسانية ، وصاحب المبادرات الرائعة والمبادئ الرفيعة ، والقيم العالية ، والقرارات الشجاعة والسياسة الحكيمة ، والتوجيهات السديدة ، والأحاديث الصادقة المؤثرة , فسجله - حفظه الله - عامر بالمواقف المشرفة ، كما اعتبر أن كلمته - حفظه الله - في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى ، وما احتوته من شفافية ووضوح تعطي أفضل انطباع عن السياسة الاقتصادية المتينة للدولة ، والتوجهات السياسية ، والاهتمام بالأوضاع الاجتماعية ، وقربه من هموم المواطن ومتطلباته , وتعزز لرؤية 2030م ، وخطة التحول الوطني 2020, تلك الرؤية بما تحمله من برامج طموحة تستلزم التفاعل معها ومع برامجها التي تستهدف الوطن والمواطن في كافة المجالات.
كما ان ما أُعلن في ميزانية 2017م من أرقام ، وما صدر من قرارات تمنح الارتياح والتفاؤل الكبير , أن هذه الميزانية تمثّل خطوة في برنامج عمل متكامل وشامل لبناء اقتصاد قوي , وقائم على أسس ومعايير شاملة تتعدد فيه مصادر الدخل ، وخطوة من الخطوات التي يقودها - حفظه الله - في الطريق لتأسيس مرحلة جديدة من التطوير والنمو ، مع إطلاق برنامج إصلاحات اقتصادية ومالية وهيكلية شاملة لكافة أجهزة الدولة دون استثناء ومواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الإقليمية والدولية بثبات وقوة , مع الدفع بمواصلة مسيرة البناء والنهضة , مما يضمن بإذن الله - استمرار التنمية على قواعد متينة وراسخة وثابتة ، حيث يمثل ذلك الكثير من الحكمة والرؤية الثاقبة , ورسالة واضحة المعالم مفادها أنَّ التجديد لا يتوقف , وأنَّ مسيرةَ التنميةِ مستمرةٌ , وأن التطويرَ نهجٌ لن تتخلى عنه الدولة في سبيل التقدم والرقي مهما كانت الظروف وصعوبة المرحلة والمتغيرات الإقليمية والعالمية , مع تنمية المدخرات , وتكثيف فرص العمل ، مع مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية ، وتطوير الخدمات الحكومية المختلفة ، ورفع كفاءة الإنفاق العام ، ومراجعة منظومة الدعم الحكومي ، مع التدرج في التنفيذ لتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد , والحد من الهدر, وهذا دليلٌ قاطع على ما تعيشه المملكة من استقرار سياسي مثالي , وثبات للاقتصاد السعودي , وصموده أمام الأزمات والتحديات التي تحيط بالوطن الغالي , والتي تأثر بها كثير من دول العالم , ويتضح ذلك من خلال توجيهاته – حفظه الله - المباشرة للمسؤولين بأن يضعوا نصب أعينهم مواصلة العمل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة , والتأكيد عليهم بتنفيذ مهامهم على أكمل وجه , وخدمة المواطن الذي هو محور الاهتمام ، وعدم القبول بأي تهاون في ذلك ، والاستمرار في مراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها , والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، وبما يحفظ المال العام , ويضمن محاسبة المقصّرين ؛ ليرفع - حفظه الله - بهذه الكلمات درجات الاهتمام لدى المسؤولين بشؤون المواطن إلى أعلى مستويات الاهتمام والمتابعة , وتأكيداً من مقام خادم الحرمين الشريفين أنَّ استمرارَ البناء يستوجبُ قوةً في المواقف ، وحكمةً في القرارات ، واستجابةً للمتغيرات من أجل مزيدٍ من العمل والعطاء ، ومضاعفة الجهد لتحقيق الآمال ، والارتقاء بالطموحات ، خدمة للدين ، ورفعة للوطن .
كما أنه - وخلال عامين - أصدر عدداً من الأوامر الملكية التي تصبُّ في مصلحة الوطن بجميع أجزائه ، والمواطنين بجميع فئاتهم ، وتشمل جميع قطاعات الدولة ، وتتواكب مع المرحلة التاريخية التي نعيشها ، وتنسجم مع ما يشهده العالم من تطور في جميع المجالات ، كما شملت جانباً إصلاحياً ، وجانباً تنموياً ، مع إعادة صياغة الكثير من الأنظمة والإجراءات الإدارية والفنية ، وإنشاء كيانات جديدة تحقق متطلبات المرحلة ؛ لترسم خطوات تطويرية تقوم على أُسس علمية ، وخطط منهجية ، ورؤى مستقبلية ، ستكون نتائجها ملموسة بإذن الله.
كما أن خادم الحرمين الشريفين ليس بالشخصية العادية التي يمكن لنا أن نحيط بكنهها في بضعة أسطر ، أو بضع كلمات ، فسلمان الملك ، وسلمان الإنسان ، وسلمان القائد ، وسلمان الإداري ، وسلمان المؤرخ ، وسلمان الخبير بالرجال ، هو شخصية فريدة ، ورمز عربي وعالمي له من الخلال والصفات والمزايا ما لا تحيط به بضع كلمات ، فهو أحد ركائز الدولة القوية ، والشخصيات الوطنية المؤثرة ، والمشارك في القرارات الهامة منذ خمسين عام ، وصاحب الأعمال الخيرية ، والمواقف الإنسانية ، حيث يعد من مؤسسي العمل الخيري والتطوعي في المملكة ، ومُسيريه ، ومتابعيه ، وأكبر الداعمين والراعين لنشاطاته ، ومشواره - حفظه الله - زاخر بالفضائل والإنجازات النبيلة ، ويمتلك سجلاً حافلاً بالبذل والعطاء وروح المحبة ، كما أن إنجازاته الإدارية في التخطيط والتطوير وفن الإدارة تعدُّ نموذجاً فريداً يستحق الاقتداء ، فمسيرته مسيرة نموذجية ، وسيرة عطرة ، مذكراً الدكتور المقرن بما قدمه -حفظه الله - من عطاءٍ خلال عمله أميراً لمدينة الرياض ، ولمدة خمسين عاماً كانت حافلة بالعمل الصادق المخلص ، والمصحوب بالنجاح ، والذي بدأ من خطوات التخطيط والتأسيس والبناء إلى مراحل التطور والإنجازات ، والنهضة الحضارية ، والمشاريع العملاقة ، والتوسع في الخدمات ، وحسن التنظيم ، والتي سوف تذكرها الأجيال ، ويبقى أثر هذه الأعمال في مدينة الرياض سنوات طويلة ، فما صنعه - حفظه الله - في مدينة الرياض يعد معجزةً في تاريخ تأسيس المدن ، ومقاييس الأمم وتاريخ الحضارات ، حيث ترك مدينة الرياض مدينة عصرية تضاهي بجمالها وتنظيمها ونظافتها وروعة مبانيها أجمل مدن العالم ، كما أن ما حققه خلال فترةٍ قصيرةٍ من حكمه يضاهي ما يتحقق خلال سنوات طويلة .
وقال المقرن بأننا لا زلنا في الجامعة نحتفظ بذكرى عزيزة وتاريخية في مسيرة الجامعة عندما تفضل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - باستقبالنا مع القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة مرتين بمكتبه بقصر الحكم بالرياض ، وما حظينا به من حسن استقبال وحفاوة بالغة ، وكان الهدف من الزيارة الأولى تقديم الشكر له - حفظه الله - على مواقفه مع الجامعة ، حيث يعد خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز أحد أكبر الداعمين لفكرة إنشاء الجامعة ، ووقف معها منذ نشأتها , وقدم لنا الكثير من النصائح الثمينة والكلمات التشجيعية المحفزة والتوجيهات السديدة , والزيارة الثانية بهدف تقديم تقرير عن إنجازات الجامعة ، فسمعنا منه كلمات الإشادة بما تحقق للجامعة من نجاحات ، فكان تقديره وثناؤه على إنجازاتها محل فخرنا واعتزازنا ، كما ذكر لنا بأن الجامعة من روافد العلم والمعرفة ، وسوف يكون لها أثر كبير على المدى البعيد من خلال تخفيف الضغط على الجامعات في مدينة الرياض ، وستساهم في تهيئة فرص عمل لأبناء محافظة المجمعة والمحافظات المجاورة , مما يساعد على الاستقرار الاجتماعي , وهذه النظرة منه - حفظه الله - دليل على يمتلكه من وعي كبير بالمستقبل والتخطيط المسبق والرؤيا الثاقبة ، كما أن سؤاله عن الجامعة ومراحل تطورها ومشاريعها دليل اهتمامه وحرصه ، فكانت توجيهاته أحد منطلقات العمل في الجامعة ، وكلماته ستستمر - بإذن الله - حافزاً كبيراً للاستمرار في الإنجاز والارتقاء وتطوير الأداء ، حيث بث روح الحماس في جميع العاملين بالجامعة ، وأثار فينا مشاعر الإعجاب بشخصيته من خلال ما وجدناه من من حسن تعامل وتواضع جم ، وما يمتلكه من حضور متميز ، وحديث شيق ، ولطافة في الأسلوب.
كما أن موافقته الكريمة على إطلاق اسمه - حفظه الله - على معهد الدراسات والخدمات الاستشارية بالجامعة تشريف ودعم كان له الأثر الكبير في عمل المعهد ، وتطوره ، ونجاحاته.
واختتم معالي الدكتور خالد المقرن تصريحه بالدعاء لله بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، ويطيل في عمره , يبقيه ذخراً وسنداً لشعبه ولأمته الإسلامية والعربية , وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية , وأن يوفقه لما يحب ويرضى , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز , وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز , ويديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان , والاستقرار , والعزة , والتمكين , والازدهار .