تحقيق ـ سليمان الأسمري : شكّلَ العصر الحديث وثبةً خلاّقة للإنسان المعاصر على المستوى التقني والمعرفي حيث تلبّسه شعور بالتفوق العلمي من خلال الكشوفات العلمية الهائلة التي هيّأت له القدرة على التحكم النسبي بالطبيعة وتجاوزها لتحلَّ الآلة محل الإنسان وليعيد الإنسان نظرته إلى نفسه.
قيل إن التقنية محايدة وإن السلبيات الناتجة من استخدامها يعود إلى سلبية المستخدِم فقط إلا أن ما يكشفه التقرير يقف شاهدا على عدم حيادية التقنية حيث تأتي الهواتف الذكية مثالا بارزا على ذلك إذْ كشف استطلاع أُجري على عدد من طلاب كلية إدارة الأعمال بجامعة المجمعة أن استخدامهم للهواتف الذكية أثناء المذاكرة يساهم في تدني المستوى التحصيلي في الاختبار، وأوعز الطلاب ذلك إلى شعورهم بالتشتت الذهني وعدم التركيز وصعوبة الاستذكار جراء استخدامها
حيث كشف الطالب عبد الإله الدحوم: "أن غالبية الطلاب يستخدمون الهواتف الذكية أثناء المذاكرة، وهو ما كان له أثر سلبي على مستوى تحصيلهم" مضيفاً " عليناالابتعاد بقدر الإمكان عن استخدام الهواتف الذكية أثناء المذاكرة"، مؤكداً أنها تشكل هدراً لوقته الذي هو أحوج له في هذه المدة، فضلاً عن التشتيت الذهني.
ويرى الطالب عبدالكريم آل عكشان: "بأن استخدام الهواتف الذكية يحوي على جوانب سلبية وإيجابية، وتتمثل السلبيات في إشغال الطالب بقضايا لا علاقة لها بدراسته و تؤثر على حالته النفسية، خصوصاً وأن هذه الهواتف جعلت من العالم قرية صغيرة، ومن الصعب في بعض الأحيان، عدم التأثر بما يحدث هنا وهناك".
وقال: "بالنسبة لي أحاول بقدر الإمكان أن أغلق هاتفي الذكي هذه المدة" مؤكداً أن ذلك ينطلق من رقابة ذاتيه هو يفرضها على نفسه.
من جانب آخر أكّد كل من: عبدالله الرعيدان، ومصعب الشريف، وعبدالرحمن الأحيدب، أن تجاهل هذه الأجهزة تعتبر من الصعوبات التي تواجههم في أوقات المذاكرة.
وأضافوا بأن استخدام الهواتف الذكية أثناء المذاكرة يعد أحد الأسباب المؤدية إلى نتائج غير مرضية، كما يؤدي استخدامها إلي عدم استيعابهم وعدم قدرتهم على التركيز.
وفي السياق نفسه يؤكد وكيل كلية إدارة الأعمال للشؤون التعليمية الأستاذ فارس بن صالح الفارس في تصريحات سابقة: "أنه يجب على الطالب أن يكون حريصاً مبتعداً عن المشغلات بما فيها وسائل الاتصال والأجهزة الذكية بأنواعها لأنها ولابد ستشغل حيزاً من ذهن الطالب".