انطلاق أول الدروس الدينية بالكلية

انطلقت يوم أمس الثلاثاء الموافق 21 /4/ 1436هـ أول الدروس والمحاضرات الدينية بمسرح الكلية حيث افتتحت بمحاضرة لوكيلة الكلية الدكتورة نوره الشهري وكان عنوان المحاضرة (آفات اللسان ) وقد حضره عدد من منسوبات الكلية من اعضاء وموظفات و طالبات ، حيث جاء فيها :( الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد أيها المحبة اللسان هونعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه ، وهو ترجمان القلوب والأفكار ، وجوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج ، روى الإمام الترمذي وحسنه الألباني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان أي تخضع له . فتقول :  اتق الله فينا فإنما نحن بك إن استقمت استقمنا وان اعوججت عوججنا "تأمّل يرعاك الله في هذا الحديث العظيم .. في "الصحيحين " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم " ومن هنا جاء التأكيد العظيم على حفظ اللسان ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ومن هنا ايضاً جاءت تلك الوصية العظيمة ( يامعاذ كف عنك هذاوأخذ بلسانه .. وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .

ولعظم هذا الأمر فقد ضرب السلف أروع الأمثلة في حفظهم لألسنتهم فهذا أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول : هذا أوردني الموارد ، وقال ابن بريده : رأيت ابن عباس أخذ بلسانه وهو يقول ويحك قل خيراً تغنم أو أسكت عن سوء تسلم وإلا فاعلم أنك ستندم قال: فقيل له ياأبا عباس لما تقول هذا ؟ قال إنه بلغني أن الإنسان -أراه قال- ليس علي شئ من جسده أشد حنقاً أوغيظاً يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيراً أو أملي به خيراً .

  1.    بعد ذلك تطرقت الدكتورة لآفة الغيبة :( وهي أنها ذكر العيب بظهر الغيب ذكرك أخاك بما يكرهه سواء أكان فيه ماتقول أم لم يكن هكذا بينها الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" يقول ربكم عز وجل في محكم تنزيله ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه .." ويقول ابن القيم (وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري فيأعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول) والغيبة تشمل كل مايفهم منه مقصود الذم سواء أكان بكلام أم بغمزة أم بإشارة أم بكتابة وإن القلم لأحد اللسانين . والغيبة تكون في انتقاص الرجل في دينه وخلقه وخُلقه وفي حسبه ونسبه ومن عاب صنعه فإنما عاب صانعه .
أخر تعديل
الأربعاء, 11/فبراير/2015